يذكر مثلا استهانة هؤلاء بشخصية المؤمنين، و بما يقدمه المؤمنون على قدر
طاقتهم من صدقات فيقول: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ
إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ[1].
و يتخذون أحيانا في اجتماعاتهم السريّة قرارات بشأن قطع مساعدتهم المالية
لأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، كي يتفرقوا عن الرسالة و الرّسول: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضِ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ[2].
كما يتخذون القرارات بإخراج المؤمنين من المدينة بعد انتهاء الحرب و العودة
إلى المدينة: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ[3].
و كانوا يتخلفون عن الجهاد بمبررات مختلفة من قبيل الانشغال بالحصاد مثلا، و
يتركون الرّسول في ساعات الشدّة. و هم مع ذلك خائفين من انفضاح أمرهم و انكشاف
سرّهم.
بسبب هذه المواقف العدائية التآمرية ركز القرآن على التنديد بالمنافقين في
مواضع عديدة، و احتوت سورة المنافقين عرضا مفصّلا لوضعهم. كما تضمنت سورة التوبة و
الحشر و سور اخرى حملات شديدة على المنافقين، و تحدثت ثلاث عشرة آية من سورة
البقرة عن صفاتهم و عواقب مكرهم.
5- خداع الضمير:
المنافقون يشكلون مشكلة كبرى للمسلمين، ذلك لأن المسلمين مكلفون-