responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حديث « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » نویسنده : تنکابنی، محمد مهدی    جلد : 1  صفحه : 166

يكون هو مسلّطا على الإنسان، فكذلك الواهمة فإنّها تكون مسلّطة على الإنسان أبدا ولا تكون في تسلّطه أصلا بخلاف سائر الحواسّ فإنّها في تسلّط الإنسان غيرها. ثمّ إنّ الواهمة لاتخلو عن توهّم الكذب وتوهّم الأشياء المعوجّة، فنعوذ بالله من غلبة الواهمة. وروي عن النبى(ص) قال:«إنّ كلّ شخص ولد من أ مّه ولد له شيطان الوهم» [1] فالقوّة الواهمة للإنسان بمنزلة الشيطان لآدم(ع) فإن الملائكة كلّهم قد سجدوا لآدم(ع) إلاّ إبليس، فكذلك سائر القوى فإنّها كلّها قد أطاعت الإنسان بخلاف الواهمة فإنّها لم تطع له. فعلم من ذلك فعل الواهمة أيضا. وأمّا المتفكّرة فهى قوة تابعة مرّة للعقل فهي حينئذ تسمّى فاكرة متفكّرة، ومرّة تابعة للوهم فهي حينئذ تسمّى متخيّلة. ففعلها أنّها تنظر كلّ ما كتب في القوّة الحافظة من الصحيح والفاسد وتميّز بينهما، وتحكم بصحّة الصحيح في الواقع وفساد الفاسد فيه، فالمتفكّرة هي القوّة المعبّر عنها بالمتصرّفة مرة أ خرى، لتصرّفها فيما كتب في الحافظة، كما عرفت. ثمّ إنّ المتفكّرة شأنها إدراك الحقائق وإدراك الواقع، فإنّها كقارئ يقرأ اللوح المسطور أمامه ولا يفتى غير ما فيه ولايقرأ إلاّ ما كتب فيه، فلذلك لايقع فيه الخطأ. وأمّا الحافظة فهي قوّة تحفظ جميع ما ورد من الأمور الظاهريّة فيها بواسطة الحواسّ الظاهريّة والباطنيّة، ثمّ إنّ الحافظة إذا ورد إليها صورة شيء أو شخص في المرّة الأولى ومرّ عنها مرور زمان بعيد، ورئي بعد ذلك، ذلك الشيء ثانية فتقابله المتفكّرة بما في الحافظة وتلاحظه بالمرّة الأولى فإن طابقها تعرف أنّه ماره بها قبل هذا في المرّة الأولى، وإن خالفها يعرفه أنّه غيرها. فالقوّة الحافظة بمنزلة اللوح المسطور، والقوّة الذاكرة المتفكّرة بمنزلة القارئ، والقوّة المتخيّلة بمنزلة الكاتب، والقوّة المتوهّمة بمنزلة الشيطان، والحسّ المشترك بمنزلة البحر الذي أجريت إليه أنهار عديدة وتكون كلّها فيه شيئا واحدا وماء واحدا، فهو مجمع البحرين وهما بحر الحواسّ الظاهرة وبحر الحواسّ الباطنة، فله جهة اشتراك بينهما فلذلك سمّي بالحسّ المشترك، فلاشتراكه بينهما صار مجمع البحرين


[1] پيدا نشد.

نام کتاب : شرح حديث « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » نویسنده : تنکابنی، محمد مهدی    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست