responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حديث « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » نویسنده : تنکابنی، محمد مهدی    جلد : 1  صفحه : 165

والأوجه الوجه الأوّل. ثمّ إنّ فعل الحسّ المشترك وعمله قد علم من ذلك. وأمّا الخيال ففعله وعمله في البدن الإنسانيّ فهو أنّ الإنسان إذا أدرك شيئا بحواسّه الظاهريّة ثمّ غاب عنه خيّل صورته في نظره، مثلا إذا رأى بلدا ثم غاب عنه خيّله في نظره صورته بأنّه كذا وكذا من غير مشاهدته له حينئذ. فالخيال يدرك المعاني والصور بعد رؤيته ومشاهدته أوّلا ذي الصور و غيبته عنه ثانيا، فالخيال يشبه الكاتب فإنّه يفرّق المعاني عن صورها، فإنّ المعاني لا تحصل إلاّ بالألفاظ فإنّ المتكلّم لو لم يتكلّم بالألفاظ لا تحصل المعاني بدونها، لأنّ الألفاظ قوالب المعاني والمعاني لا تحصل بدونها، لكنّ الكاتب يفرّق بينهما أي بين اللفظ والمعنى، فإنّه إذا كتب كتابا إلى شخص فهو إذا رآه يعلم منه معناه ومقصوده من غير وجود لفظ وصورة وصوت ثمّة، فكذلك الخيال فهو يصور الشيء ويخيّله من غير وجود هذا الشيء في نظره خارجا. ثمّ إنّ الخيال فعله على ما ذكر مشروحا برؤية الشيء أوّلا ثمّ خياله ثانيا، ففعله حينئذ موقوف بإدراك الشيء بإحدى الحواسّ أوّلا ليخيّله بعد غيبته عنه ثانيا. ثمّ إنّ الخيال له معنى آخر وهو أنّه قد يتخيل عنده شيئا غير مرئيّ له أو لغيره، كتخيّله إنسانا له ثلاثة رؤوس وعلى رأسه قرون، أو يخيّل أن يكون سلطانا عظيم الشأن، أو غير ذلك من الخيالات الباطلة، فعلم من ذلك فعل الخيال وعمله أيضا. وأمّا الواهمة فعمله وفعله فهو أنّه يتصور في نفسه أمورا وهميّة لا أصليّة مرئيّة أو غير مرئيّة صادقة أو كاذبة، وسواه كان لها وجود في الخارج أم لا، فإنّ الإنسان قد يتوهّم في وقت ليلا أو نهارا أن يخرج عليه رجل في يده سيف يريد أن يقتله أو يريد أن ينهب أموال بيته، فإنّه حينئذ قد يخاف و يهرب عن مكانه الذي جلس فيه، فإنّه قد نقل ذلك عن بعض المتوهّمين، وغير ذلك من التوهّمات الباطلة التي يتوهّمها المتوهّم عند نفسه، كتوهّم الإنسان ألف شمس في السماء أو ألف قمر فيه أو ألف بحر من الزنبق أو ألف جبال من ياقوت أو زبرجد أو فيروزج. ثمّ إنّ الواهمة في الحيوانات بمنزلة العقل فإنّها بها إدراكها، فإنّ أولاد الشاة تجد بين ألف شاة أمّهاتها بها وتدرك عدوان السبع ومحبّة الراعى بهذه القوّة. ثمّ إنّ القوّة الواهمة في الإنسان قد عبّر عنها بعصا الشيطان فكما أنّ الشيطان لا يكون في تسلّط الإنسان بل

نام کتاب : شرح حديث « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » نویسنده : تنکابنی، محمد مهدی    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست