المقصود به في اشتراطه في
حجّيّة خبر الواحد، و المعنى الآخر المعروف المتعارف، بل هو المعنى الموضوع له-
بحمل الضبط المشروط في حجّيّة خبر الواحد على المعنى المعروف، لكنّ المقالة
السابقة مبنيّة على حمل الضبط المشروط في حجّيّة خبر الواحد على معناه المصطلح؛
لتصريحها بكون المقصود غلبة الذكر، و الاشتباه بين هذا المعنى و المعنى الآخر
المعروف.
و
بما سمعت يظهر أيضا ضعف ما قيل في باب حبيب بن مظاهر الأسدي[1]
من أنّه ذكره العلّامة في القسم الأوّل[2]
أي رجال الصحيح، و في الحاوي في القسم الثاني[3]
أي رجال الحسن، و هو الأوفق؛ لأنّ الرجل و إن كان في أعلى درجة من الزهد و الورع و
العبادة و التوفيق و السعادة إلّا أنّ الضبط في الحديث أمر آخر يحتاج إلى الثبوت،
نظير ما ذكر بعض علماء الرجال في حقّ الصدوق- المجمع على عدالته- من أنّ توقّف بعض
في اعتبار روايته لعلّه لعدم ثبوت ضبطه، فإنّ الشروط في اعتبار الخبر يكفي فيه
أصالة الضبط، و لا حاجة فيه إلى الثبوت، و غيره لا يكون شرطا حتّى يحتاج إلى
الثبوت. فالأمر مبنيّ أيضا على الاشتباه في الضبط بين المعنيين المتقدّمين.
و
الظاهر أنّ هذه المقالة مبنيّة على حمل الضبط- المشروط في حجّيّة خبر الواحد- على
المعنى المعروف.
[1] . قوله:« ما قيل في حبيب بن مظاهر» مرجع ما قيل في
باب حبيب إلى اعتبار الضبط بالمعنى المذكور في الدراية، و هو لا يخرج عن اعتبار
الإتقان في« ثقة» بنفسه، و مرجع المقالة السابقة إلى اعتبار ما ذكر في« ثقة»
باعتبار اشتهاره في اعتبار الخبر المدار في كلام أرباب الدراية. و أنت خبير بأنّه
لا دليل على دخول الضبط بالمعنى المذكور في معنى« ثقة» مضافا إلى انتقاض القول
بالدخول بسائر ألفاظ التوثيق و ألفاظ التحسين، أعني حسن الخبر، و باقي الكلام في
اعتبار الضبط بالمعنى المذكور في اعتبار الخبر( منه عفي عنه).