«الحفظ». و كأنّ المقصود بالحزم
في كلام صاحب الصحاح و القاموس هو «الحفظ البليغ».
[تعميم
معنى الضبط]
و
من العجيب ما قيل من أنّ ضبط الراوي كما يكون شرطا في حجّيّة الرواية، فكذا ضبط
مطلق الناقل في النقليّات التي يكون خبر الواحد حجّة فيها، كاللغات بالمعنى الأعمّ
و الرجال و نقل الإجماعات و غيرها؛ لأنّ المناط فيها الظنّ، و هو لا يحصل بدونه، و
يكفي مؤونة ضبط النقلة في غير الروايات بالإخبار و ضيق المجال عن الاختبار[1]
أصالة الضبط في البشر حتّى يثبت خلافه، بل كما أنّ الضبط بنفسه شرط في الحجّيّة،
فكذلك الأضبطيّة من جملة المرجّحات بلا كلام، و قد صرّح به بعضهم[2].
و
الوجه في ذلك: أنّ المدار في المرجّحات على أقوائيّة الظنّ في أحد الجانبين، فكما
أنّ عدم الضبط مؤثّر في فقده، فضعفه مؤثّر في ضعفه، فيقوى الجانب الآخر. و هذا
أيضا يجري في جميع الفنون النقليّة المشار إلى بعضها آنفا.
و
طريق معرفة الأضبطيّة في الجميع إمّا الإخبار أو الاختبار، و من أعظم معدّاتها صرف
ريعان العمر في فنّ و شأن، بخلاف تفريقه على الفنون و الشؤون، فإنّ الإنسان يشغله
شأن عن شأن، و من هنا نحكم بتقديم الكليني بل الصدوق على الشيخ في الحديث، و
النجاشي عليه في الرجال، و الصحاح على القاموس في اللغة، و بعض الفقهاء على بعض في
نقل الإجماعات. و مع الشكّ فنحكم بالتساوي؛ لأنّ الزيادة تحتاج إلى دليل، و لا أصل
هنا يقتضيها، بل الأمر بالعكس.
نعم،
ربما نحكم بكون أحد الخبرين أتقن ضبطا من الآخر مع قطع النظر