و
يرشد إلى ما ذكر قوله: «فإنّ تحصيل العلم بعدالة كثير من الماضين و برأي جماعة من
المزكّين أمر ممكن بغير شكّ من جهة القرائن الحاليّة و المقاليّة، إلّا أنّها
خفيّة المواقع، متفرّقة المواضع، فلا يهتدى إلى جهاتها، و لا يقدر على جمع أشتاتها
إلّا من عظم في طلب الإصابة جهده، و كثر في تصفّح الآثار كدّه، و لم يخرج عن حكم
الإخلاص في تلك الأحوال قصده».
و
قال في المنتقى في بحث الركوع و السجود: «و حيث إنّ الرجل ثقة بمقتضى شهادة
النجاشي لجميع آل أبي شعبة بالثقة، فالأمر سهل»[1].
و
مقتضاه القناعة في التوثيق بتوثيق شخص واحد.
و
حكى عنه نجله أنّه كان يقنع بالرواية الدالّة على العدالة في صورة الانضمام إلى
التزكية من عدل واحد.
و
حكى السيّد السند النجفي في ترجمة الصدوق: «أنّه جعل الحديث المذكور في الفقيه من
الصحيح عنده و عند الكلّ»[2].
لكنّه
قال في المنتقى بعد ذكر بعض أخبار الخمس:
و
هذا الحديث و إن لم يكن على أحد الوصفين، فلطريقه جودة يقوّيها إيراده في كتاب من
لا يحضره الفقيه[3]، فقد ذكر
مصنّفه أنّه لا يورد فيه إلّا ما يحكم بصحّته، يعني: صدقه، و يعتقد فيه أنّه حجّة
بينه و بين ربّه، و أنّ جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المعوّل و إليها
المرجع[4].