ما سبق، فإنّ المضاف فيه يساوي
المضاف إليه في التبعيّة، فالمقصود بالأصالة هنا يتعدّد على حسب تعدّد المضاف. و
أمّا فيما سبق فالمقصود بالأصالة واحد، و هو المبدوء به العنوان.
تنبيه
قال
ابن هشام في المغني في الباب الخامس في باب التابع:
مسألة:
نحو سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى[1]
يجوز فيه كون الأعلى صفة للاسم أو صفة للربّ، و أمّا نحو «جاءني غلام زيد الظريف»
فالصفة للمضاف، و لا تكون للمضاف إليه إلّا بدليل؛ لأنّ المضاف إليه جيء به لغرض
التخصيص، و لم يؤت به لذاته، و عكسه: «و كلّ فتى يتّقي فائز» فالصفة للمضاف إليه؛
لأنّ المضاف إنّما جيء به لقصد التعميم، لا للحكم عليه و لذلك ضعف قوله:
و كلّ أخ مفارقه أخوه
لعمر أبيك إلّا الفرقدان
[2] و
تحرير كلامه أنّه إذا كان بين المضاف و المضاف إليه اتّحاد نحو
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى[3]
ففي الصفة من حيث الرجوع إلى المضاف أو المضاف إليه و جهان.
و
إن لم يكن بين المضاف و المضاف إليه اتّحاد بوجه، فإمّا أن يكون ذكر المضاف إليه
بتبع ذكر المضاف- كما هو الغالب- فالصفة للمضاف، و إمّا أن يكون المضاف من قبيل
التوطئة و التمهيد لذكر المضاف إليه- كما في إضافة ألفاظ العموم إلى
[2] . مغني اللبيب 2: 739، و البيت لعمرو بن معديكرب،
كما في كتاب سيبويه 1: 371، و في اللسان باب الألف الليّنة، حرف إلّا. و نسبه في
المؤتلف و المختلف: 116 لحضرمي بن عامر، و في حاشية كتاب سيبويه لسوار بن المضرب،
و هو في الخزانة 2: 52، و انظر أيضا مغنى اللبيب 1: 101.