أنّه
على القول بتطرّق الاصطلاح في «ثقة» فهل يختصّ الاصطلاح بكلمات الإماميّين من أهل
الرجال، أو يطّرد في كلمات غير الإماميّين كابن عقدة، و ابن فضّال، و ابن حجر، و
الذهبي؟
الأظهر
الأوّل بل لا إشكال فيه؛ إذ الظاهر أنّ من قال بتطرّق الاصطلاح إنّما قال به في
كلمات الإماميّين من أرباب تدوين الرجال، فلا يتعدّى إلى غير الإمامي، و لا سيّما
لو كان توثيقه بغير التدوين، كما لو كان في جواب السؤال، لكن يتّجه القول بثبوت
العدالة لو قلنا بثبوتها فيما لو قيل: «ثقة عند العامّة» مثلا، كما تقدّم في
التذييل السابق.
الثالث
عشر [لفظة «ثقة» من لسان الرواة]
أنّه
بناء على ثبوت الاصطلاح في «ثقة» في الكلمات المدوّنة من أرباب الرجال لا ينبغي
الإشكال في كونها في لسان الرواة و أمثالهم[1]
مستعملة في المعنى اللغوي، ف «ثقة» في السؤال عن الوثاقة في كلام حمدويه في باب
سليمان بن خالد[2]- كما تقدّم-
و في كلام الكشّي في باب هشام المشرقي[3]،
و في كلام
[1] . في ترجمة أبي حمزة الثمالي روى الكشّي بسنده عن
الفضل بن شاذان قال: سمعت الثقة يقول:
سمعت الرضا عليه السّلام يقول:«
إنّه في زمانه كلقمان في زمانه». و قال الكشّى في ترجمة عبد اللّه بن محمّد بن
خالد الطيالسي فقال: ما علمته إلّا ثقة خيرا( منه عفي عنه).