قال:
نعم. فلمّا كان اليوم الثّاني جاء ليأخذ الشّعير فنقص منه أمير المؤمنين عليه
السلام مقدار ما كان يعزل كلّ يوم- وقال:- «إذا كان في هذا ما
يكفيك فلا تجعل لي أن أعطيك أزيد منه» فغضب من ذلك فحمى له أمير المؤمنين
عليه السلام حديدة، ثُمّ قرّبها من خدّه وهو غافل فجزع من ذلك وتأوّه، فقال أمير
المؤمنين: «ما لك تجزع من هذه الحديدة المحماة وتعرضني لنار جهنّم».
فقال
عقيل: واللَّه، لأذهبنّ إلى من يعطيني تبراً ويطعمني بُرّ، ثُمّ فارقه وتوجّه إلى
معاوية.[1]
الثّاني
ما
روي عن أمير المؤمنين، وأبي جعفر عليهما السلام:
فيالاحتجاجعن
إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين
عليه السلام- في خطبة يعتذر فيها عن القعود عن القتال من تقدم عليه- قال:
«وذهب من كنت أعتضد بهم على دين اللَّه من أهل بيتي، وبقيت بين خفيرتين[2] قريبي العهد بجاهليّة عقيل
والعبّاس».[3]
وفيالكافيعن
محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النّعمان، عن عبد
اللَّه بن مسكان، عن سدير قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث
النّاس بعد نبيهم صلى الله عليه و آله واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام، فقال
رجل من القوم: أصلحك اللَّه فأين كان عزّ بني هاشم، وما كانوا فيه من العدد؟
[2] قال المجلسي رحمه الله: بيان: الخفير: المجار
والمجير، و المراد هنا الأول، أي اللّذين أسراء فاجيروا من القتل فصارا من الطلقاء
فليسا كالمهاجرين الأولين ...
أقول: و الظاهر أنّهما ليس
عندهما، بل هما محتاجان إلى الحامي و المجير، و يؤيّد ذلك الحديث الآتي، و لعلّ
مراد المجلسي رحمه الله أيضاً ذلك.
[3] . الاحتجاج: ج 1 ص 450 ح 104، سفينة البحار: ج 6 ص
328، بحار الأنوار: ج 22 ص 284 ح 47.