22. الدر المنثور عن عكرمة: سَكِرَ مَولاهُ فَخاطَرَ قَوماً عَلى أن يَشرَبَ ماءَ بُحَيرَةَ، فَلَمّا أفاقَ عَرَفَ ما وَقَعَ مِنهُ، فَدَعا لُقمانَ فَقالَ: لِمِثلِ هذا كُنتُ أخبَؤُكَ.
فَقالَ: اجمَعهُم، فَلَمَّا اجتَمَعوا قالَ: عَلى أيِّ شَيءٍ خاطَرتُموهُ؟ قالوا: عَلى أن يَشرَبَ ماءَ هذِهِ البُحَيرَةِ. قالَ: فَإِنَّ لَها مَوادَّ، فَاحبِسوا مَوادَّها عَنها. قالوا: كَيفَ نَستَطيعُ أن نَحبِسَ مَوادَّها؟ قالَ: و كَيفَ يَستَطيعُ أن يَشرَبَها و لَها مَوادُّ![1]
3/ 3
حِكمَةُ لُقمانَ في عَدَمِ السُّؤالِ
23. المستدرك على الصحيحين: قالَ أنَسٌ: إنَّ لُقمانَ عليه السلام كانَ عِندَ داوُدَ و هُوَ يَسرُدُ[2] الدِّرعَ، فَجَعَلَ يَفتِلُهُ هكَذا بِيَدِهِ، فَجَعَلَ لُقمانُ عليه السلام يَتَعَجَّبُ و يُريدُ أن يَسأَلَهُ، و يَمنَعُهُ حِكمَتُهُ أن يَسأَلَهُ، فَلَمّا فَرَغَ مِنها صَبَّها عَلى نَفسِهِ فَقالَ: نِعمَ دِرعُ الحَربِ هذِهِ.
فَقالَ لُقمانُ: الصَّمتُ مِنَ الحِكمَةِ و قَليلٌ فاعِلُهُ، كُنتُ أرَدتُ أن أسأَلَكَ فَسَكَتُّ حَتّى كَفَيتَني.[3]