إنّ ما تتميَّز الإماميّة عمّا سواها من المذاهب الإسلاميّة ، تعلّقها وحبّها وولاؤها التامّ لآل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعترته الطاهرة ؛ الّتي أمر اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ عباده بإطاعتهم والتمسّك بحبلهم والاهتداء بهديهم ؛ حيث ورد الأمر بلزوم حبّهم ومودّتهم في قوله تعالى : «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» [1] ، كما ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في روايات عديدة الأمر بلزوم التمسّك بهم ، بل والحثّ على ذلك والتحذير من الانفكاك عنهم والابتعاد عن سبيلهم ، منها الخبر المشهور والمتواتر الذي رواه الفريقين عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً . وعليه فقد اعتقدت الشيعة بإمامة الأئمّة الاثني عشر ، فدافعوا عن حقّهم ، وساعدوهم في محنتهم ، وصحبوهم بأحسن ما يكون ، ونقلوا عنهم سُنّة جدّهم صلى الله عليه و آله ، وحفظوا تراثهم عن الضياع والاندثار بالكتابة والنقل والرواية ، واستمرّوا على ذلك بعد أن طالت أيادي الظلم
[1] سورة الشورى ، الآية 23 .[2] وأظنّه من أرباب المناصب في الدولة القاجاريّة .