نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 0 صفحه : 103
كما هو الحال في
مسند زرارة بن
أَعْيَن ، ومسند محمّد بن مسلم المطبوعين.
ولو استخدمت هذه
الصورة في جمع ما أسنده بعض الرواة الذين أكثروا من الرواية عن الأئمّة عليهمالسلام ولم يرد توثيق بحقّهم ، أو اختلف الرجاليّون بشأنهم ؛ لسهّلت الوقوف على امور
كثيرة قد تؤدّي إلى إعادة النظر في تقييم حال اولئك الرواة ؛ لأنّ النظر في نشاطهم
العلمي وتراثهم الفكري يكشف عن أشياء ذات صلةٍ وثيقةٍ بالدقّة والضبط والعلم
والوثاقة وغيرها من الامور التي ربّما لم تلحظ في تقييمهم بكتب الرجال.
ومهما يكن ، فقد
استخدم الكليني قدسسره الطريقة الاولى في تصنيف كتابه الكافي ، لتلبيتها غرضه في أن يكون كتابه مرجعاً للعالِم
والمتعَلّم ، سهل التناول في استخراج أيّ حديث من أحاديثه.
وقد حقّق ثقة
الإسلام هذا المطلب على أحسن ما يُرام ، إذْ قسّم كتابه الكافي على ثلاثة أقسام رئيسيّة ، وهي : اصول الكافي ، وفروع الكافي ، وروضة الكافي.
ثمّ قسّم اصول الكافي على ثمانية كتب اشتملت على (٤٩٩) باباً ، وتجد هذا التصنيف
نفسه مع فروع الكافي أيضاً ، إذ اشتملت على (٢٦) كتاباً ، فيها (١٧٤٤) باباً.
أمّا قسم الروضة من الكافي
فلم يخضعه إلى هذا
المنهج من التصنيف ، بل ساق أحاديثه تباعاً من غير كتب أو أبواب ، بل جعله كتاباً
واحداً.
شبهة فصل كتاب الروضة عن الكافي :
إنّ أوّل من أثار
هذه الشبهة هو الخليل بن غازي القزويني ( م ١٠٨٩ هـ ) ، فيما حكاه الشيخ عبدالله
الأفندي في رياض العلماء ؛ إذ قال في ترجمته : « .. وكان له رحمهالله أقوال في المسائل الاصوليّة والفروعيّة انفرد في القول بها ، وأكثرها لا يخلو
من عجب وغرابة ـ إلى أن قال : ـ ومن أغرب أقواله : بأنّ الكافي بأجمعه قد شاهده الصاحب عليهالسلام ... وإنّ الروضة ليس من تأليف الكليني رحمهالله ، بل هو من تأليف ابن إدريس ، وإن ساعده في الأخير بعض الأصحاب ، وربّما ينسب
هذا القول الأخير إلى الشهيد الثاني أيضاً ، ولكن لم يثبت » [١].