يذكرونه في الحقيقة ، بل يذكرون ظنونهم : «إِنْ هِىَ إِلَا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ ءَابَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَـنٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنفُسُ» . [1] فعندما يعرف الإنسان إلهه الحقيقي ، ويرى نفسه في محضره ، فإنّ أوّل آثار ذكر اللّه ـ تعالى ـ هو طاعته ولذلك ، فكلما زادت معرفة الإنسان وذكره لخالقه ، ازدادت طاعته له . على هذا ، فإنّ أداء الواجبات الإلهيّة وترك المحرّمات ، هما علامة المعرفة الحقيقية والذكر الحقيقي ، واما الذي يذكر اللّه بلسانه ، ولكن فعله لا ينسجم مع قوله فإنّه يعد غافلاً وناسيا لا ذاكرا ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن أطاعَ اللّه َ فَقَد ذَكَرَ اللّه َ ، وإن قَلَّت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ . ومَن عَصَى اللّه َ فَقَد نَسِيَ اللّه َ ، وإن كَثُرَت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ لِلقُرآنِ . [2] إنَّ هذا التفسير للذكر يوضح لنا أنّ حقيقة الذكر هي التوجه القلبي الصادر عن المعرفة الحقيقية للّه المقترن بالاحساس بالمسؤولية .
أصعب الفرائض
إنّ الملاحظة التي تستحقّ التأمّل هيَ أنّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام تعتبر الذكر بالمفهوم الذي ذكرناه أصعب فريضة [3] ، فأداؤها ضروري في كل حال بمعنى أنّ المؤمن يجب أن يربي نفسه بشكل بحيث يصبح الذكر ملكة لديه ، أي أن ينفذ ذكر اللّه بشكل في روحه بحيث يمنعه ذكر اللّه من ارتكاب الذنب الذي يعرض له ،