لكلمة «الذكر» في القرآن والسنّة استعمالات كثيرة ، ولكن ما سنبحثه هنا هو «ذكر اللّه تعالى» في مقابل نسيانه أو الغفلة عنه . واستنادا إلى الآيات والروايات التي سنذكرها في هذا الفصل ، فإنّ ذكر اللّه يمثل الهدف من جميع العبادات [1] ، والهدف من كل برامج الإسلام التكاملية ، وأفضل أعمال الإنسان الجارحية والجانحية وأكثرها بنّائية كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّه لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّه ِ تَعالى ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّه ِ . [2] وعلى هذا الأساس فإنّ ذكر اللّه هو العبادة الوحيدة التي لم يعين لها حد في أحكام الدين ؛ بل هي مطلوبة في كل زمان وكل مكان وكلّما زادت كان ذلك أفضل للإنسان كما يقول الإمام الصادق عليه السلام : ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ إلَا الذِّكرَ ؛ فَلَيسَ لَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ... . [3]
معنى الذكر
إنّ حقيقة الذكر هي توجه القلب إلى خالق العالم والإحساس بأن العالم في محضر اللّه وأن الإنسان في حضوره . وهذا المعنى لا يتحقق إلّا بشرطين هما المعرفة الحقيقية للّه ـ تعالى ـ والتوجّه إليه . بعبارة أوضح ، فإن الإنسان ما لم يعرف الخالق الحقيقي للعالم فإنه لا يستطيع أن يذكره ، وعلى هذا الأساس فإن الذين يعبدون شيئا غير المعبود الحقيقي ، فإنّهم لا