و لمّا استولى جيش معاوية على الماء، و أغلق منافذه بوجه جيش الإمام 7، كان لمالك دور فاعل في فتح تلك المنافذ و السَّيطرة على الماء [1]. و كان في الحرب مقاتلًا باسلًا مقداماً، رابط الجأش مجدّاً مستبسلًا، و قد قاتل بقلبٍ فتيّ و شجاعة منقطعة النَّظير [2]. و تولّى قيادة الجيش مع الأشْعَث [3]، و كان على خيّالة الكوفة طول الحرب [4]، و أحياناً كان يقود أقساماً اخرى من الجيش. [5]
و في معارك ذي الحجّة الاولى كانت المسئوليّة الأصليّة و الدَور الأساس للقتال على عاتقه [6]. و في المرحلة الثَّانية- شهر صفر- كان يقود القتال أيضاً يومين في كلّ ثمانية أيّام [7].
و كان له مظهر عجيب في المنازلات الفرديّة للقتال، و في حلّ عُقَد الحرب، و علاج مشاكل الجيش، و النُّهوض بعبء الحرب، و السَّير بها قُدماً بأمر الإمام 7.
بَيد أنّ مظهره الباهر الخالد قد تجلّى في الأيّام الأخيرة منها، بخاصّة يوم الخميس و ليلة الهَرير.
گو كان يوم الخميس و ليلة الجمعة- ليلة الهرير- مسرحاً لعرض عجيب تجلّت فيه شجاعته، و شهامته، و استبساله، و قتاله بلا هوادة، إذ خلخل نظم الجيش الشَّامي، و تقدّم صباح الجمعة حتَّى أشرف على خيمة القيادة [8]