له: «لَيْس لها غَيْرُكَ، أُخْرج رَحِمَكَ اللَّهُ، فإنِّي إنْ لَمْ أُوصِكَ اكتَفيتُ بِرَأيِكَ، واسْتَعِنْ باللَّهِ علَى ما أهمَّكَ، فاخلُطِ الشِّدَّةَ باللّينِ، وارفُقْ ما كانَ الرِّفْقُ أبلغُ، واعتَزِمْ بالشِّدَّةِ حِيْنَ لا يُغْني عَنْكَ إلَّا الشِّدَّةَ»
. فخَرج الأشْتَر (رحمه الله)، و أتى رَحله، و تهيَّأ للخروج إلى مصر، و قدَّم أمير المؤمنين 7 أمَامَه كتاباً إلى أهل مصر ... [1]
مالِكٌ الأشْتَر
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النَّخَعيّ الكوفيّ، المعروف بالأشْتَر؛ الوجه المشرق، و البطل الَّذي لا يُقهَر، و اللّيث الباسل في الحروب، و أصلب صحابة الإمام أمير المؤمنين 7 و أثبتهم.
و كان الإمام 7 يثق به و يعتمد عليه، و طالما كان يُثني على وعيه و خبرته، و بطولته، و بصيرته، و عظمته، و يفتخر بذلك.
و ليس بأيدينا معلومات تُذكر حول بدايات وعيه. و كان أوّل حضوره الجاد في فتح دمشق و حرب اليرموك [2]، و فيها اصيبت عينه [3] فاشتهر بالأشْتَر [4].
و كان مالك يعيش في الكوفة. و كان طويل القامة، عريض الصَّدر، طلق
[1]. تاريخ الطبري: ج 4 ص 95 و راجع: الأمالي للمفيد: ص 56، الغارات: ج 1 ص 547؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 74، أنساب الأشراف: ج 3 ص 167، الكامل لابن الأثير: ج 3 ص 352.