و في تاريخ الطبري- بعد أن ذكر خطبة الإمام 7 يستنفر النَّاس لإغاثة محمّد بن أبي بكر و أصحابه، و عدم استجابة النَّاس له 7-: فقام إليه مالك بن كَعْب الهَمْدانِيّ ثمّ الأرْحَبيّ، فقال: يا أمير المؤمنين، اندب النَّاس فإنّه لا عطر بعد عروس [1]، لمثل هذا اليوم كنت أدّخر نفسي، و الأجر لا يأتي إلّا بالكرّة، اتّقوا اللَّه و أجيبوا إمامكم، و انصروا دعوته، و قاتلوا عدوّه، أنا أسير إليها يا أمير المؤمنين، قال:
فأمر عليّ مناديه سعداً، فنادى في النَّاس:
ألا انتَدِبُوا إلى مِصرَ مَعَ مالِكِ بنِ كَعْبٍ[2].
ففاتوه و لم يلقهم، و ذلك قبلَ خُروج أبي مُوسى للحَكَم. [3]
[1] لا مَخبَأ لِعِطرٍ بَعدَ عَرُوسٍ، و يُروى: لا عِطرَ بعد عَرُوسٍ: أول من قال ذلك امرأةٌ من عُذرَة يُقال لها أسماء بنت عبد اللَّه، و كان لها زوجٌ من بني عمِّها يُقال له عروس، فمات عنها ...، فقالت: لا عِطرَ بعد عَرُوس، فذهبت مثلًا يضرب لمن لا يُدَّخَرُ عنه نَفيسٌ (مجمع الأمثال: ج 3 ص 1 الرقم 3491).
[2]. تاريخ الطبري: ج 5 ص 107، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 414 نحوه؛ الغارات: ج 1 ص 292.