و زرع في قلوبهم حُبّ الفتنة، و لبّس عليهم الأمر، و زادهم رجساً إلى رجسهم، و أنتم و اللَّه، على نور من ربّكم و برهان مبين.
قاتلوا الطَّغام الجُفاة و لا تخشَوهم، و كيف تخشونهم و في أيديكم كتاب من ربّكم ظاهر مبروز؟!
«أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ» [1]
و قد قاتلتهم مع النَّبيّ 6، و اللَّه ما هم في هذه بأزكى و لا أتقى و لا أبرّ، قوموا إلى عدوّ اللَّه و عدوّكم [2].
100 كتابه 7 إلى الأسْوَد بن قَطَنة
«مِن عَبدِ اللَّهِ عليٍّ أميرِالمُؤمِنينَ إلى الأسْوَدِبنِ قَطَنَة.
أمَّا بعدُ؛ فَإنَّهُ مَن لَمْ يَنْتَفِعْ بِما وُعِظَ لم يَحذَرْ ما هُوَ غابِرٌ [3]، ومَنْ أعجَبتْهُ رَضِيَ بِها، ولَيستْ بِثِقَةٍ.
فاعتَبِرْ بِما مَضَى تَحذر ما بَقِيَ، واطبَخْ لِلمُسلمِينَ قِبَلَكَ مِنَ الطِّلاءِ [4] ما يَذهَبُ ثُلثاهُ، وأكثِرْ لَنا من لَطَفِ الجُندِ، واجَعلْهُ مكانَ ما علَيهمِ مِن أرَزاقِ الجُندِ؛ فَإنَّ للوِلْدانِ علَينا حَقَّاً، وفِي الذُّريَّةِ مَن يُخافُ دُعاؤهُ، وهُو لَهُم صالِحٌ، والسَّلام.» [5]
[1] التوبة: 13 و 14.
[2]. وقعة صفّين: ص 234؛ تاريخ الطبري: ج 5 ص 16 و فيه «مبروراً» بدل «مبروز»، الاستيعاب: ج 3 ص 10 الرقم 1489 و ليس فيه من «و لا تخشَوهم» إلى «مبروز».
[3] الغابر: الباقي.
[4] الطِلاء- بالكسر: ما طبخ من عصير العنب.
[5]. وقعة صفّين: ص 106.