قال: فكتب إليه معاوية: أمَّا بعدُ؛ فَقَدْ أبيتَ في الغَيِّ إلَّا تَمادِياً لِابنِ السَّودَاءِ عَمَّارِ بنِ ياسِر و أصحابِهِ، فَقَدْ عَلِمْتَ بأنَّهُ إنَّما (لا) يَدعُوكَ إلى ذلِكَ إلَّا مَصرَعُكَ و حَيْنُكَ الَّذي لا بُدَّ لَكَ مِنهُ، فإنْ كُنتَ غيرَ مُنتَهٍ فازدَدْ غَيّا، فَطاشَ في المُطاوَلةِ حِلمُكَ، و عَزُبَ عَنِ الحَقِّ فَهمُكَ، و أنت راكبٌ لأسوإ الأُمُورِ، و مُعْضِلٌ عَنِ الحَقِّ بِغَيرِ فِكرَةٍ في الدِّينِ و لا رَوِيَّةٍ، ثُمَّ تَكونُ العاقِبَةُ لِغَيرِكَ- و السَّلامُ-. [1]
67 كتابه 7 إلى معاوية
«مِن عَبدِ اللَّهِ عَليٍّ أميرِالمُؤمِنينَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ صَخْرٍ. أمَّا بَعدُ؛ فالعَجَبُ لِما تَتَمنَّى وما يَبلُغُني عَنكَ، وما أعرَفَني بِمَنزِلَتِكَ الَّتي أنتَ إليها كائِنٌ، ولَيسَ إبطائِي عَنكَ إلَّالِوقَتٍ أنا بِهِ مُصدّقٌ وأنتَ بِهِ مُكَذّبٌ، وكأَنِّي بِكَ وأنتَ تَعُجُّ في الحَربِ عَجِيجَ الجِمالِ بأَثقالِها، وكَأنِّي بِكَ وأنتَ تَدعُوني يابنَ آكِلَةِ الأكبادِ جَزَعاً مِنَ النِّفاقِ المُتَتابِعِ والقَضاءِ الواقِعِ ومَصارِعَ بَينَ مَصارِعَ، إلى كِتابِ اللَّهِ، وأنتُم بِهِ كافِرونَ، ولِحُدودِهِ جاحِدُونَ».