قال ابن أبي الحديد: روى عاصِم بن أبي عامِر البَجَلِيّ، عن يَحْيَى بن عَرْوة، قال: كان أبي إذا ذكر عليّا نال منه، و قال لي مرَّة: يا بُنَيَّ و اللَّه، ما أحجم النَّاسُ عنه إلَّا طلَباً للدُّنيا، لقد بعث إليه أُسامَة بن زَيْد، أن ابعث إليَّ بعطائي، فو اللَّهِ، إنَّك لتعلم أنَّك لو كنت في فَم أسَد لدخلتُ معك، فكتَب إليه:
«إنَّ هذا المال لمَن جاهَد عليه، ولكنَّ لي مالًا بالمدينة فأصِب منه ما شئت».
[الظَّاهر أنَّه 7 كتب إليه الكتاب، ثُمَّ اعتذر إليه أُسامَة بيمينه على أن لا يقتل من يشهد الشَّهادتين، كما في قاموس الرِّجال، و أُسْد الغابَة، فقبل منه العذر، فكتب إلى عامله بالمدينة ما تقدَّم؛ و يحتمل أن يكون المراد عطاءه الَّذي عيَّنه عمر- خمسة آلاف- فيكون الَّذي كتبه إلى العامل يتعلَّق بإعطائه العطاء الَّذي فرضَه هو له، و ما منعه إيَّاه فهو ما فرضَه عمر له. [2]]
53 كتابه 7 إلى ابن عبَّاس
في اختلاف أهل البصرة:
و كان عليّ قد استخلف ابن عبَّاس على البصرة، فكتب عبد اللَّه بن عبَّاس إلى عليّ، يذكر له اختلاف أهل البصرة، فكتب إليه عليّ:
[1]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 102 و راجع: الغارات: ج 2 576 و 577.
[2] راجع: قاموس الرجال: ج 1 ص 716- 721 الرقم 670؛ أسد الغابة: ج 1 ص 194- 197.