فقال نصر: حدَّثني مُحَمَّد بن عُبيد اللَّه عن الجرجاني قال: لمّا قدم عليٌّ 7 الكوفة بعد انقضاء أمر الجمل، كاتب العمّال، فكتب إلى جَرِير بن عبْد اللَّه البَجَلِيّ مع زحر بن قَيْس الجُعْفِيّ، و كان جَرِير عاملًا لعثمان على ثغر هَمْدان:
«أمَّا بعدُ؛ «إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُو وَ مَا لَهُم مّن دُونِهِى مِن وَالٍ»[1]وإنّي أُخبِرُكَ عَن نبأ مَنْ سِرنا إليهِ مِن جُموعِ طَلْحَةَ والزُبَيْر عِندَ نَكْثِهِم بَيعَتِي، وما صنعوا بعاملي عثمان بن حُنَيْف، إنّي نهضت من المدينة بالمهاجرين والأنصار حَتَّى إذا كنت بالعذيب، بعثت إلى أهل الكوفة الحسن بن عليّ، وعبد اللَّه بن عبّاس، وعَمَّاربن ياسر، وقَيْسَ بن عُبادَة، فاستَنْفَرتُهم فأجابُوا، فَسِرْتُ بِهِم حَتَّى نزلتُ بِظَهرِ البَصرَةِ، فأعذَرتُ في الدُّعاءِ، وأقَلْتُ العَثْرةَ، وناشَدْتُهُم عَهدَ بَيعَتِهِم، فأبَوا إلَّاقتالي، فاستعنتُ اللَّهَ عَلَيهِم، فقُتِلَ مَن قُتِل، وولّوا مُدبرينَ إلى مِصرِهم، وسأَلوني ما كُنتُ دعوتُهُم إليهِ قَبلَ اللِّقاءِ، فَقَبِلتُ العافِيَةَ، ورَفعتُ السَّيفَ، واستعمَلْتُ عَلَيهِم عبدَ اللَّهِ بنَ العبّاسِ، وسرت إلى الكوفة؛ وقد بعثت إليك زحربن قَيْس، فاسألْهُ عمّا بدَّا لَكَ والسَّلامُ».
[2] و زاد ابن أعثم: «و اقرأ كتابي على المسلمين، و أقبل إليَّ بخيلِكَ وَ رَجْلِكَ، فإنّي عازِمٌ على المسيرِ إلى الشَّام إن شاء اللَّه تعالى، لا قوَّة إلَّا باللَّه»؛ قال: ثُمَّ طوى الكتاب و عنونه و ختمه بخاتمه و دفعه إلى زحر بن قيس و أمره بالمسير إلى جرير.