و في حلية الأولياء عن أصبغ بن زَيْد: كان اويس القرني إذا أمسى يقول: هذه
ليلة الرُّكوع، فيركع حتَّى يُصبِح.
و كان يقول إذا أمسى: هذه ليلة السُّجود، فيسجد حتَّى يُصبح.
و كان إذا أمسى تصدّق بما في بيته من الفضل من الطَّعام و الثِّياب، ثمّ يقول:
اللهمّ من مات جوعاً فلا تؤاخذني به، و من مات عرياناً فلا تؤاخذني به [1].
سَيْحانُ بنُ صُوحان العبدي
بالسين المهملة، و الياء المثنّاة من تحت، و الحاء المهملة كما في القاموس عن ابن الأثير في الكامل، و سَبْحان: بالباء المُوحَّدة بدل الياء كما عنونه أيضاً في التَّنقيح و القاموس[2]، و الصَّحيح الأوَّل كما صرَّح به الجزري، و يؤيّده نسخة الطَّبقات.
كان أحد الأمراء في قتال أهل الرِّدَّة، و قد تقدّم أنَّهم كانوا لا يؤمّرون إلّا الصَّحابة، و يقال: إنَّ سَيْحان قتل يوم الجمل [3].
كان هو و إخوته خطباء، خطب هو يوم استنفار أهل الكوفة إلى الجمل، و قال:
«أيُّها النَّاسُ، إنَّهُ لا بُدَّ لِهذا الأَمرِ، و هَؤلاءِ النَّاسِ مِن وَالٍ يَدفَعُ الظَّالِمَ، وَ يُعِزّ المَظلومَ، وَ يَجمَعُ النَّاسَ، و هذا واليكم، يَدعوكُم لِيَنظُرَ فيما بَينَهُ و بَينَ صاحِبَيهِ، و هو المأمونُ على الأمَّة، الفقيهُ في الدِّينِ، فمن نهض إلَيهِ فَإنَّا سائِرونَ مَعَهُ» [4]