responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي نویسنده : الشیرازي، محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 457

لبعض النفوس دون بعض؛ لأنّا نقول: استعداد القابل شرط في حصول المعدّة من العلّة الفاعليّة، فيجوز أن يكون المقدّمتان علّة فاعليّة موجبة للعلم بالنتيجة في بعض النفوس القابلة لذلك العلم دون النفوس الغير القابلة.

بل لما أقول‌[1]: وهو أنّ العلم بالنتيجة قد يبقى في النفوس الإنسيّة بعد زوال القياس والمقدّمتين عن تلك النفوس والأذهان، وبعد نسيانهما بالكلّيّة كما يظهر من التفحّص والرجوع إلى الوجدان؛ ولهذا قد يشكّ في بداهة بعض العلوم اليقينيّة ونظريّته، وذلك لنسيان طريق حصوله حتّى يستدلّون على بداهته، أو نظريّته كما هو المشهور في الكتب، ولو كان القياس والمقدّمتان علّة فاعليّة للعلم بالنتيجة، لما كان كذلك؛ ضرورة انعدام المعلول عند انعدام علّته الفاعليّة، فالقياس والمقدّمتان علّة معدّة للعلوم النظريّة الكسبيّة لا موجبة، فلا بدّ لها[2] من علّة فاعليّة موجبة مجرّدة لتجرّدها[3]، وتلك العلّة المجرّدة إن كانت واجبة بالذات، ثبت المطلوب، [وإلّا تنتهي‌] إلى علّة مجرّدة واجبة بالذات بالضرورة؛ فافهم.

الطريق الرابع:

النفوس الإنسيّة تتذكّر المعقولات بعد ذهولها عنها من غير نسيان، فالصور العقليّة المعقولة التي ذهلت عنها موجودة، وإلّا لكانت منسيّة لا مذهولة عنها؛ فإنّ الفرق بين الذهول والنسيان أنّ المذهول عنها موجودة، والمنسيّ غير موجودة، ففي الصور الحسّيّة الصور المذهولة عنها موجودة في القوّة الحافظة، فعند التذكّر يلتفت إليها ويعيدها إلى المدركة، وليس للصور المعقولة من القوى الإنسيّة محلّ غير العاقلة، فلو كانت في العاقلة، لكانت معلومة من غير ذهول، فتلك الصور المعقولة مرتسمة في أمر مجرّد؛ لامتناع ارتسامها في الجسم والجسماني على ما بيّن في موضعه، وذلك الأمر المجرّد المرتسم فيه صور المعقولات أجمع إنّما هو العقل الفعّال، والإنسان عند التذكّر يلتفت إلى تلك الصورة التي في العقل الفعّال فيحضرها ويعيدها إلى العاقلة فيدركها، فيكون العقل الفعّال قوّة له‌


[1]. دليل لقوله:« وفاعل حصوله ليس القياس».

[2]. أي للنفس.

[3]. أي للنفس.

نام کتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي نویسنده : الشیرازي، محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست