رابعاً ـ حماية
العقيدة ورد العدوان المحتمل
الوقوع :
قال تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى
الظَّالِمِينَ)[٢].
والآية نازلة في المشركين، فالمراد بكون
الدين لله سبحانه وتعالى، هو أن لا تعبد الأصنام ، وأن يحصل الإقرار بالتوحيد ،
وأهل الكتاب مقرّون به [٣].
كما دعا القرآن الكريم إلى رد العدوان
المحتمل الوقوع ، لكي لا يعتدى على المسلمين بغتة ، ومن ثم تهديد كيانهم بالفناء ؛
قال الله تعالى : (وَإِمَّا
تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)[٤].
وتفسير الآية : انه يجب إبلاغهم بالغاء
العهد ، ولا يجوز قتالهم قبل الابلاغ ؛ لانّ ذلك خيانة ، أمّا إذا لم يحتمل
الخيانة فلا يجوز نقض العهد معهم [٥].
وعلى ضوء ذلك يمكن القول : انّ ما اصطلح
عليه الفقهاء بالجهاد الابتدائي قد يكون في الواقع يحمل روح الجهاد الدفاعي لرد
عدوان محتمل الوقوع ؛ لأنّ خصوم المسلمين يتربّصون بهم الدوائر دائماً ، وأعداء
الإسلام عموماً لا يروق
[١] مجمع البيان في تفسير القرآن / الفضل بن الحسن الطبرسي ٥ : ٢٢
، رابطة الثقافة ، طهران ، ١٤١٧ ه.