فقد نفيت بهذه الآية الشريفة الولاية
بين المؤمنين المهاجرين والأنصار وبين المؤمنين غير المهاجرين إلاّ ولاية النصرة
إذا استنصروهم بشرط أن يكون الاستنصار على قوم ليس بينهم وبين المؤمنين ميثاق [٢].
والدفاع عن المستضعفين ونصرة المظلومين
أمر مشروع تبيحه جميع الديانات إلهية كانت أم وضعية ، بل يرفع كشعار من قبل الجميع
لمحبوبيته ومرغوبيته لدى العقلاء في كلّ زمان ومكان.
ثالثاً ـ قتال ناكثي
العهد :
قال تعالى : (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا
أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ ... )[٣].
في الآية تحريض للمؤمنين وتهييج لهم على
قتال المشركين ببيان ما أجرموا به في جنب الله وخانوا به الحق والحقيقة ، وعدّ
خطاياهم وطغيانهم من نكث الايمان والهمّ باخراج الرسول والبدء بالقتال أوّل مرّة [٤].
واختُلف في هؤلاء على أقوال :
فقيل : هم اليهود الذين نقضوا العهد
وخرجوا مع الأحزاب ، وهموا باخراج الرسول من المدينة وكما أخرجه المشركون من مكة.
وقيل : هم مشركو قريش وأهل مكة ، وهم
بدءوكم أول مرة ، أي بدءوكم