وما شأن المرأة المسلمة بهذه المطالب ؟؟
مع العلم أن الإسلام أنصفها وأرضاها ، وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة.
لا يخفى أن المرأة في البلدان الأجنبية
، من شرقية أو غربية قد مرَّت بأشواط قاسية.
ففي العصور المظلمة التي تخبطت بها
المرأة ، كثر الجدل حول حقيقتها انها بشر ... ؟ أم شيطان ... وهل تحتوي نفسها على
الخير كالرجل ؟ أم انها بشر ؟ فضلاً عن أن الرجل كان يقودها ويبيعها في السوق ،
وهي راضخة ، قانعة بوضعها مكتفية بإنفاق الرجل عليها.
وبعد قيام الثورة الصناعية في جميع
البلدان ، وإنشاء المصانع والمعامل والشركات تبدلت الأوضاع ... وتفاوتت الاعتبارات.
لقد أسدت الثورة الصناعية ، خدمات كثيرة
إلى بني الإنسان ، ولكنها من جهة ثانية ، أساءت إلى المجتمع الأخلاقي ، الذي أخذ
بالتفكك والانحلال تدريجياً. حيث أصبح الفرد لا يهتم إلا بنفسه ، ثم إشباع ذاته
وحاجته وانغماسه في الملذات. لأن الثورة الصناعية أدَّت إلى نشوء طبقتين الطبقة
الاولى : أرباب العمل وهم الأغنياء الذين أفسد الترف أخلاقهم ، والطبقة الثانية :
العمال وهم الفقراء الذين ألجأهم الحرمان للهث وراء المال لسد حاجتهم ، ويكون
المثل الأعلى يومئذٍ للرجل الناجح هو الرجل الغني.
صرف المرء حينئذٍ نفسه وتفكيره وطاقاته
وجهوده عن كل شيء إلا الحصول على المال ، بأي وسيلة ، ومن أي طريق.
كان من الطبيعي أن تدخل المرأة في ميدان
العمل ، لإعالة نفسها ، ولكنها الجانب الضعيف الذي ينحني عادة للأقوى ، في كل زمان
ومكان إذا لم يكن هناك رادع ديني ... أو أخلاقي.