اياس بن حسل اخو
مالك بن حسل وكان في شدقيه نتؤعن فيه لعظم كان في لسانه ، وثقل اذا تكلم. فقال لها
معاوية :
أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي
بلغني به ؟
قالت : نعم غير نازعة عنه ولا معتذرة
منه ولا منكرة له ، فلعمري اجتهدت في الدعاء ان نفع الاجتهاد ، وان الحق لمن وراء
العباد ، وما بلغت شيئاً من جزائك ، وان الله بالنقمة من ورائك.
فاعرض عنها معاوية ، فقال اياس : اقتل
هذه يا امير المؤمنين ؟ فوالله ما كان زوجها احق بالقتل منها ، فالتفت اليه ، فلما
رأته ناتئ الشدقين ، ثقيل اللسان ، قالت : تباً لك ويلك ، بين لحيتيك كجثمان
الضفدع ثم انت تدعوه الى قتلي ، كما قتل زوجي بالأمس ، ان تريد الا ان تكون جباراً
في الأرض وما تريد ان تكون من المصلحين ؟
فضحك معاوية ثم قال : لله درك اخرجي ثم
لا اسمع بك في شيء من الشام.
قالت : وأبي لاخرجن ، ثم لا تسمع لي في
شيء من الشام فما الشام لي بحبيب ولا أعرج فيها على حميم وما هي لي بوطن ، ولا احن
فيها إلى سكن ، ولقد عظم فيها ديني ، وما قرت بها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة
، ولا حيث كنت بحامدة.
فاشار اليها ببنانه اخرجي ... فخرجت وهي
تقول : وا عجبي لمعاوية يكف عني لسانه ، ويشير إلى الخروج ببنانه ، أما والله
ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد شديد أوجع من نوافذ الحديد أو ما أنا بابنة الشريد من