أيها بني قيلة ...؟ اهتضم تراث ابي
وأنتم بمرأى ومسمع ، تبلغكم الدعوة ويشملكم الصوت ، وفيكم العدة ... والعدد ... والأداة
... والقوة وأنتم نخبة الله التي انتخب وخيرته التي اختار.
باديتم العرب ، وبادهتم الأمور ،
وكافحتم البهم حتى دارت بكم رحى الإسلام ، ودر حلبه ، وخبت نيران الحرب ، وسكنت
قوة الشرك ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوثق نظام الدين ، فتأخرتم بعد الإقدام ونكصتم
بعد الشدة وجبنتم بعد الشجاعة ، عن قوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم [١] الى أن قالت : ألا وقد قلت ما قلت لكم
على معرفة منِّي بالخذلة ، التي خامرتكم وخور القناة وضعف اليقين.
فدونكموها ، فاحتووها ، مدبرة الظهر ،
ناقبة الخف ، باقية العار ، موسومة الشعار ، موصولة بنار الله الموقدة التي تتطلع
على الأفئدة ، فبعين الله ما تعملون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ».
إن سيدة النساء فاطمة الزهراء ، كانت لا
تهمها الجهة المادية ( وهي الزاهدة العابدة ) من الإرث ، بقدر ما كان يهمها من سير
الدعوة الاسلامية ، ووصول الحق الى أهله. وهي ترى أن مصلحة الاسلام العليا تقتضي
خلافة « علي » التي هي امتداد لصالح الاسلام ... والمسلمين.
ومما يدل على أن مصلحة الاسلام ، ونشر
الرسالة المقدسة ، وتركيز دعائم الدين ، كل هذه الأشياء كانت في نظر الزهراء فوق
كل شيء.
ذلك ما جاء في كثير من الروايات من سيرة
علي وفاطمة عليهماالسلام كشرح
[١] إشارة الى ان
النبي عليه الصلاة والسلام ، اخذ العهد من المسلمين بالبيعة والخلافة لعلي عليهالسلام وذلك في حجة الوداع ـ في مكان يقال له
غدير خم ـ.