إنك لتؤدي الأمانة
وتصل الرحم ، وتصدق الحديث. قالت خديجة : فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد
العزى ، وهو ابن عم خديجة فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بما رأى فقال له ورقة إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ، ثم ائتني فأخبرني ،
فلما خلا ناداه يا محمد ، قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى
بلغ ولا الضالين قل لا إله إلا الله ، فأتى ورقة فذكر له ذلك ، فقال له : أبشر ثم
أبشر ، فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل
، وأنك سوف تؤمر بالجهاد ، بعد يومك هذا ، ولئن أدركني ذلك لأجاهدَّن معك ، فلما
توفي ورقة قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لقد رأيت القس في الجنة ، عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني ـ يعني ورقة ـ وروي
أن ورقة قال في ذلك :
فإن يك حقاً يا خديجة فاعلمي
حديثك إيانا فأحمد مرسل
وجبريل يأتيه وميكال معهما
من الله وحي يشرح الصدر منزل
يفوز به من فاز عزاً لدينه
ويشقى به الغاوي الشقي المضلل
فريقان منه فرقة في جنانه
واخرى بأغلال الجحيم تغلغل
عن عائشة أم المؤمنين انها قالت : [١] أول ما بدئ به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الوحي ، الرؤيا الصالحة في النوم ،
فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار
حراء ، فيتحنث فيه ، وهو التعبد ، الليالي ذوات العدد ، قبل أن ينزع إلى أهله ،
ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى