أولادها ، وبيتها ،
وما خطر لها أن تعاتبه ، أو تتذمر من هجره لها الليالي الطوال ، وما حاولت رضي
الله عنها ، أن تعكر عليه صفاءه كما نعهد ، من فضول النساء ، التي تستأثر بالرجل
وتغار عليه.
ولكن السيدة خديجة رضوان الله عليها ،
كانت على عكس ذلك ، فقد حاولت ما وسعها الجهد ، أن توفر له الهدوء والاستقرار ،
وأحاطته بالرعاية التامة ، مدة إقامته في البيت ، وعندما يذهب إلى غار حراء ، كانت
ترسل من يحرسه ويرعاه ولا يعكر عليه صفو خلوته.
وهناك في غار حراء ، « بعث الله رسوله
وأكرمه بما اختصه به من نبوته ، بعد أن استكمل أربعين سنة وذلك بعد بنيان الكعبة
بخمس سنين » [١].
وكان مبعثه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في شهر ربيع الأول ـ وقيل في السابع
والعشرين من شهر رجب ، وقيل في رمضان ـ وأشار لذلك قول الشاعر :
وأتت عليه أربعون فأشرقت
شمس النبوة منه في رمضان
« وكان جبريل يظهر له ، فيكلمه ، وربما
ناداه من السماء ، ومن الشجرة ، ومن الجبل ، فيذعر من ذلك الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم » [٢].
عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل [٣] أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لخديجة : إني إذا خلوت وحدي ، سمعت
نداءً ، فقالت : ما يفعل بك الله إلا خيراً ، فوالله