responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان    جلد : 1  صفحه : 267

يا غيث كلّ الورى إن عمّ عامهم

جذب ويا غوثهم إن نابت النوب

والثابت العزم والأهوال مقبلة

والراسخ الحلم والأحلام تضطرب

والماجد الحسب المقري الضبا كرماً

حوبائه وكذلك الماجد الحسب

ما غالبت صبرك الدنيا ومحنتها

إلاّ انثنت وله من دونها الغلب

ولا تريع لك الأيّام سرب حجا

بلا إذا ريعت الأيّام والهضب

إن يصبح الكون داجي اللون بعدك

والأيّام سود وحسن الدهر مستلب

فأنت للشمس ما للعالمين غنى

عنها ولم تجزهم من دونها الشهب

كشف لهم الغطاء فرأوا عالم الغيب في عالم الشهادة ، ووقفوا على حقائق المعارف في خلوات العبادة ، وناجتهم أفكارهم في أوقات أذكارهم بما يسمون به غارب الشرف والسيادة ، وحصلوا بصدق توجّههم إلى جناب القدس ما بلغوا به منتهى الإراداة ، فهم كما في نفوس أوليائهم ومحبيهم وزيادة ، فما تزيد معارفهم في زمان الشيخوخة على زمن معارفهم في زمن الولادة ، فهم خيرة الخير وزبدة الحقب ، وواسطة القلادة.

روي في كتاب مجمع الطبرسي عن محمّد بن عبد الله بن مهران قال : إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه‌السلام وأشار على ابنة المأمون زوجته بأنّها تسمّه ، لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر عليه‌السلام وشدّة غيرتها عليه لتفضيل أمّ أبي الحسن ابنه عليها ، ولأنّه لم يرزق منها ولداً ، فأجابته إلى ذلك ، وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته بين يديه عليه‌السلام ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي ، فقال عليه‌السلام : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بعقر لا يجبر ، وبلاء لا ينستر ».

فماتت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناصوراً ، فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتّى احتاجت إلى استرفاد النّاس.

فمات عليه‌السلام من ذلك السم في يوم الثلثاء لستّ خلون [١] من ذي الحجّة ، سنة


[١] في عيون المعجزات : « لخمس خلون ».

نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست