نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 121
رسول الله. فقال : أفعل
يا أمّاه ولا أقصّر.
ثمّ إنّه شدّ على قلب الجيش واقتحم
المعمعة وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن الكلب
سوف تروني إذ ترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب
أدرك ثاري بعد ثار صحبي
ليس جهادي في الوغى باللعب
وأدفع الكرب أمام الكرب
فلم يزل يقاتل حتّى قتل عشرين فارساً ، ثمّ
رجع إلى أمّه وامرأته فقال : يا أمّاه ، ارضيت عنّي بنصرتي للحسين ؟
فقالت له : والله ما أرضي عنك إلاّ أن
أراك قتيلاً بين يدي الحسين.
فقالت له امرأته : بالله لا تفجعني
بنفسك.
فقالت له أمّه : يا بنيّ ، اعزب عن
قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيّك تنل شفاعته يوم القيامة.
فرجع فلم يزل يقاتل حتّى قطعت يداه ، فلمّا
رأته زوجته أخذت عموداً وأقبلت نحوه وهي تقول : قاتل يا وهب فداك أبي وأمّي ، قاتل
دون الطيّبين ، قاتل دون حرم رسول ربّ العالمين.
فاقبل كي يردّها إلى النساء ، فأبت
وقالت : لن أعود حتّى أموت معك. فاستغاث زوجها بالحسين ، فأتاها الحسين عليهالسلام وقال لها : « جزيتم من أهل بيت
خيراً ، ارجعي رحمك الله ».
فقاتل بعلها حتّى قتل ـ على ما نقل ـ من
القوم خمسين رجلاً ما بين فارس وراجل ، ثمّ قتل رحمهالله
، فجاءت إليه إمرأته وجعلت تمسح الدم عن وجهه ، فأمر عمر بن سعد غلاماً له فضربها
بعمود من حديد ، فشدخ رأسها فماتت رحمة الله عليها ، وكانت أوّل امرأة قتلت في
عسكر الحسين عليهالسلام[١].
ثم برز خالد بن عمر وقاتل قتال
المشتاقين إلى لقاء ربّ العالمين ، ثمّ كرّ على