نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 302
الأستاذ عبّود الأحمد النجفي
عبّود الأحمد النجفي شاعرٌ يصارع الألم
ولايزال في تفاصيل حياته ، فلذا يتبدّى ولاؤه للمأساة الحسينية في أشكال ذاتية
يتحسّسها بقربٍ روحي عميق ، وإذا أضفنا إلى ذلك تمرّسه في الكتابة باللهجة المحلية
للمنبر الحسيني لسنين طويلة فسوف تختمر تجربته وتتصاعد ، فلا غرو أن تستجيب شاعريّته
لموضوعةٍ محدّدة التفاصيل مثل ليلة عاشوراء ليصوّرها من أفق الانتظار :
في غدٍ يشرق الصباح مدمّى
وعلى الترب أنجمٌ مطفآتُ
ليُصوّر الغد الدامي بتجربةٍ مبتورة إذا
نظرنا إلى بقية شعره ، فأنا قد لاحظت قبلاً على النجفي سمة الإرتقاء الشعري من
قصيدة إلى أخرى لكنّه في هذه المحطة لم يقلْ ما تريده حصيلته الشعرية المتصاعدة
ولا أعلم سبباً وجيهاً لهذا النكوص ، فالنجفي لا تضغط على شاعريته المناسبة فهو من
فرسانها المجلّين مع ثُلّة من إخوانه من شعراء الولاء ، لكنّه بدأ مع تراكم تجربته
في الكتابة بالتوجه إلى منحى آخر في التأمّل والرؤيا الشعرية ازدانت به مجموعته ـ اهتزاز
الذاكرة ـ مما أثرى تجربته بارتياد مناطق كانت مجهولة لديه وانفتح عليها نبوغه
وتطلّعه ولعلي أصيب حين أسميّه بالنابغة النجفي تيمّناً بنوابغ الشعر العربي
الأصيل ، فعبّود الأحمد النجفي كتب الشعر الفصيح متأخراً فتصحّ عليه هذه التسمية
ولعله يقبلها برحابة صدره المعهودة.
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 302