نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 147
التي ينبغي الوقوف
عليها والاستفادة منها.
وهنا لا ننسىٰ أيضاً ظهور هذا
الجانب الأخلاقي العظيم في سلوك أنصار الحسين عليهالسلام
إذ ظهر الصدقُ علىٰ أقوالهم وأفعالهم ، حينما عاهدوه على الشهادة معه
والدفاع عنه ، فكانت نياتُهم في ذلك صادقةً لا يشوبها أيُّ تَردّدٍ أو ميل ،
فكانوا عازمين بالفعل علىٰ نصرته والذب عنه ، وخير شاهد علىٰ ذلك هو
وفاؤهم بما ألزموا به أنفسهم ، وتسابقهم إلى الشهادة بين يديه ، فلم تنحل عزيمتُهم
وهم في أوج المحنة وشدتها ـ في ظهر عاشوراء ـ مع شدة العطش وحرارة الشمس ، وجراحات
السنان ، وطعنات الرماح ، إذ أن النفس ساعتها ربما سَخت بالعزم وتناست الوعد ،
وتعلقت بحب البقاء ، وحينها يتلاشىٰ ما التُزم به من وعود وعهود.
إلا أنهم ـ رضوان الله عليهم ـ ثبتوا
أمام الأعداء بلا تراجع أو تردد وقاتلوا بجدارة فائقة منقطعة النظير ، وَوفَوا بما
التزموا به ، فوافقت ظواهُرهم بواطَنهم ، وبهذا وصلوا إلىٰ أعلىٰ
مراتب الإخلاص في صدقهم ، كما أن الوفاءَ بالعهد أفضل أنواع الصدق القولي فكانوا
بحق مصداقاً لقوله تعالى : (رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ
وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)[١].
والجديرُ بالذكر أن الحسين عليهالسلام كان يُردّد هذه الآية الشريفة حين مقتل
أصحابه [٢]
ـ رضوان الله عليهم ـ ، الأمر الذي يدل علىٰ وفائهم وصدق موقفهم النبيل.