ومن كلمات الرضا التي ظهرت في كلماته
الشريفة في هذه الليلة قوله عليهالسلام
في ضمن أبيات أنشدها مراراً :
وإنما الأمر إلى الجليل
وكلُ حيٍّ سالكٌ سبيلي
قالها بكل ثقة واطمئنان مذكّراً بأنّ
هذا سبيل كلّ إنسان ، وأن الأمر ينتهي إليه تعالى فلا رادَّ لقضائه ولا دافعَ
لحكمته ـ عزّوجّل ـ.
ولما خطب في أصحابه هذه الليلة ابتدأها
بكلماتِ الرضاء والتسليم لله تعالىٰ وبالثناء عليه والشكر له تعالىٰ
قائلاً : أُثني على الله تبارك وتعالىٰ أحسنَ الثناء وأحمدَهُ على السّراء
والضراء ، اللهم إني أحمَدُك علىٰ أن أكرمتنا بالنبوة ، وعلمتنا القرآن
وفقهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدةً فاجعلنا من الشاكرين [٣].
إنه بِحق أعظم موقف في مقام الشكرِ
والامتنان لله تعالىٰ علىٰ ما أعطاه ومنحهُ من نِعَمٍ ، كما يثني عليه
ويحمده على السراء والضراء الأمر الذي يدل على تسليمه لأمر الله ـ تعالى ـ ورضاه
بقضائه في جميع الأحوال.
ومنها أيضاً قوله عليهالسلام : في موقف مع أصحابه وأهل بيته عليهمالسلام : فإنَّ اللهَ لا يُخليني من حُسنِ
نظره كعادته في أسلافنا الطيبين [٤]
، والذي يدل على ارتباطه