نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 117
الأمرُ يكثر وقاره ،
ويزيد اطمئنانه ، ويشرقُ لونه ، وتهدأُ جوارحه ، وتسكن نفسه [١] لأنه ـ صلوات الله عليه ـ يشاهد كل ما
يجري عليه وعلى أهل بيته بعين الرضا والتسليم.
وكيف لا تطمئن نفسه وهو ينظرُ إلى في كل
شيء بنور الرحمة الإلهية ، ولذا اختص بنداءٍ خاص [٢] بقوله تعالىٰ : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ
* ارْجِعِي
إِلَىٰ رَبِّكِ) واختص برضاه عن ربّه ورضاه عنه بقوله :
(رَاضِيَةً
مَّرْضِيَّةً) ، واختص بعبودية خاصة وجنة خاصة منسوبة
إلى الله بقوله : (فَادْخُلِي
فِي عِبَادِي
[١] جاء في معاني
الأخبار للصدوق ـ عليه الرحمة ـ ص ٢٨٨ باب معنىٰ الموت ( ونقله في بحار
الأنوار أيضاً : ج ٤٤ ، ص ٢٩٧ ) : عن أبي جعفر الثاني ، عن أبائه عليهمالسلام قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام : لمَّا اشتدَّ الأمر بالحسين بن علي
بن أبي طالب عليهالسلام ، نظر إليه
من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنهم كلما اشتدُ الأمر تغيرت ألوانُهم ، وارتعدت
فرائصُهم ووجلت قلوبُهم ، وكان الحسين عليهالسلام
وبعضُ مَنْ معه من خصائصه تشرقُ ألوانُهم ، وتهدأُ جوارحُهم ، وتسكن نفوسُهم.
فقال بعضهم لبعض : انظروا لا
يُبالي بالموت !! فقال لهم الحسين عليهالسلام : صبراً بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان
الواسعة والنعيم الدائمة ، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ؟ وما هو لأعدائكم
إلا كمن ينتقل من قصر إلىٰ سجن وعذاب ، إنَّ أبي حدثني عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان الدنيا سجن المؤمن وجنة
الكافر. والموت جسر هؤلاء إلىٰ جنانهم ، وجسر هؤلاء إلىٰ جحيمهم ، ما كذبت ولا كُذبت.
[٢] روي عن دارم بن
فرقد قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام
: إقرءوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم ، فإنها سورة الحسين بن علي عليهماالسلام وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى ، فقال
له أبو اُسامة وكان حاضرَ المجلس : وكيف صارت هذه السورة للحسين عليهالسلام خاصّة ؟ فقال : ألا تسمع إلى قوله
تعالى (يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ) الآية ،
إنّما يعني الحسين بن علي عليهماالسلام
فهو ذو النّفس المطمئنّة الرّاضية المرضيّة ، وأصحابه من آل محمد صلىاللهعليهوآله هم الراضون عن الله يوم القيامة ، وهو
راض عنهم. بحار الأنوار : ج ٤٤ ، ص ٢١٨.
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 117