نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 108
المستجير ، فجَدُّوا
في إلقاءِ القبض عليه ، أو قتله غيلةً ولو وُجدَ مُتعلقاً بأستارِ الكعبة ، فالتزم
بأن يجعل إحرامَهُ عُمرةً مُفردةً وترك التمتعَ بالحج ، فتوجه إلى الكوفة لأنهم كاتبوه
وبايعوه وأكدوا المصيرَ إليهم لإنقاذهم من شرور الأمويين ، فألزمَهُ التكليف بحسب
ظاهر الحال إلىٰ موافقتهم إتماماً للحجة عليهم ، لئلا يعتذروا يوم الحساب
بأنهم لجأوا إليه واستغاثوا به من ظلم الجائرين ، فاتهمهم بالشقاق ولم يغثهم مع
أنه لو لم يرجع إليهم فإلى أين يتوجه ، وقد ضاقت عليه الأرض بما رحُبت ، وهو معنى
قوله لابن الحنفية : لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتىٰ
يقتلوني [١]
!
وقال لأبي هرّة ـ الأزدي ـ : إنَّ بني
أُميةَ أخذُوا مالي فَصبرْت ، وَشتموا عِرضي فَصبرت ، وَطلبُوا دَمي فهرَبت [٢][٣].
ولهذا كان عليهالسلام
يُؤكدُ للناس أنها وظيفةٌ شرعيةٌ لا محيص عنها ، وخصوصاً مع أُولئك الذين حاولوا
صرفَهُ عن طريقه ، وتغيير وجهَة نظره ، فكان ينسبُ الأمر إلى الله تعالى وبأمرٍ من
جده صلىاللهعليهوآله كما أوضح
هذا إلىٰ أخيه محمد بن الحنفية حينما عزم على الخروج من مكة المكرمة ، وقد
قال له أخوه ابن الحنفية : ألم تعدني النظر فيما سألتك ؟ قال : بلىٰ ، ولكن
بعدما فارقتك أتاني رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقال : يا حسين اخرج فان الله تعالىٰ شاءَ أن يراك قتيلاً.
[١] تاريخ الطبري : ج
٤ ، ص ٢٨٨ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ١ ، ص ٢١٨ ، بحار الأنوار : ج ٤٥ ، ص ٩٩.
[٢] مقتل الحسين
للخوارزمي : ج ١ ، ص ٢٢٦ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ، ص ٣٦٨ ، اللهوف : ص ٣٠.
[٣] مقتل الحسين
للمقرم : ص ١٧٠ عن الخصائص الحسينية ص ٨٥.
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 108