نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 102
إنها ليلةُ عاشوراء التي أعاد صبحُهَا
أحداثَ بدرٍ الكُبرىٰ ، مجسمةً حيّةً على رمال كربلاءَ ، حيثُ تصارعَ الكفرُ
والإيمانُ ، وانهزم فيها السيف الجبان ، وانتصر الحقُّ بحدِّ اللسان وَكانت كلمةُ
الله هي العليا ، وكلمة الكُفر هي السُفلىٰ.
صحيح أن أحداثَ ليلة عاشوراءَ قد غشيها
الظلامُ ، إلا أن الحسين عليهالسلام
جعل من ذلك الليلِ المظُلم شُموساً وأقماراً تُضيءُ التِلال والآكام ، وتدلُ على
الحق وتُعرّف أهله ، وتشخّصُ الباطلَ وتلعنُ اهله في كل عصر وجيل.
وإذا ما نظرنا بعين الاعتبار في هذه
الليلة العظيمة أدركنا أهمية هذه الليلة وضرورةَ الإطلاع عليها وعلىٰ
أبعادها العقائدية والأخلاقية والاجتماعية وغيرها ، ودراستها وفَهم ما أرادَه سيدُ
الشهداء عليهالسلام منها.
ولا ندعي استيعابَ جميع ما فيها من
أبعاد ، فهي أوسع من أن تُحصر أو تُعدّ لأنها الحد الفاصلُ بين محض الإيمان ولبابه
، وبين مَكر الشيطان وأوليائه ، إلا أن ما لم يُدرك كُلّه لا يُترك جلّه ، وفي
إدراك اليسير النافع من أبعاد هذه الليلة ومحاولة الاستفادة منها وتجسيدها علىٰ
أرض الواقع هو ما نرجوه ومن الله التوفيق والعون.
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 102