نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 101
تمهيد
إن لهذه الليلة العظيمة أبعاداً مختلفةً
، وجوانبَ متعددةً ، وعِبَراً نافعةً ، في ميادين العقيدة والشريعة الإسلامية يجدُرُ
الوقوفُ عليها ، واستكناه ما في سويعاتها العصيبة التي نزلت بساحة أهل بيت الوحي
والتنزيل عليهمالسلام ، وما
أعقبها من أحداث مُنيَ بها الإسلام والمسلمون بأفدح ما عرفهُ تاريخ البشرية أجمع ،
وكيف لا وقد اتفقت الكلمةُ علىٰ إبادة أهل بيت الوحي ومعدن الرسالة ومهبط
التنزيل.
إن ليلة عاشوراءَ الأليمة من سنة ( ٦١ ه
) وإن كانت في حساب الليالي ليلةً واحدةً ذات سُويعات محدودة ، إلا أنها في حساب
التاريخ شكلت مُنعطفاً حاداً في تاريخ الإسلام ، لم تشهده ليلةٌ من لياليه مُنذ
فجره وإلىٰ يومنا هذا ، سوىٰ ليالٍ معدودة شاءَ اللهُ أن يجعلها
شموساً في تاريخ الإسلام ، والتي منها ليلةُ مبيتِ أمير المؤمنين علي عليهالسلام علىٰ فراش النبي صلىاللهعليهوآله ، وليلةٌ سَمعت فيها فاطمة الزهراء عليهاالسلام صوتَ بلال يُردّد : أشهد أن محمداً
رسول الله ، وأبوها العظيم صلىاللهعليهوآله
ملبٍّ نداء الله (يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ
* ارْجِعِي
إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً)[١].
وليلةٌ سمعت فيها عقيلةُ الهاشميين عليهاالسلام إخاها الحسين عليهالسلام ينشد ويردد : يا دهر اُفٍ لك من خليل
...