فلم تكن بين أهل الكساء امرأة قط غير
فاطمة عليهاالسلام
، ولم يطهّر الله امرأة من نساء العالمين من الرجس غير فاطمة عليهاالسلام
، ولم يخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بمسلمة إلىٰ مباهلة وفد نصارىٰ نجران غير فاطمة عليهاالسلام
، ولم تكنىٰ بنت نبي بأُمّ أبيها غير فاطمة عليهاالسلام
، ولم يكن لامرأة اجتمعت فيها هذه الخصال من كفءٍ غير يعسوب المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وهكذا حكمت السماء.
وعليه فالكفاءة هنا ليست نَسَبِيّة حيث
إننا قد نجد كفوءاً نسبياً للزهراء عليهاالسلام
كأمير المؤمنين عليهالسلام
من سائر أبناء أبي طالب ، وليس المراد الكفاءة بالمال والغنىٰ ، ففي رجالات العرب من هو أغنىٰ من أمير المؤمنين عليهالسلام
الذي تقدم إلىٰ الزهراء عليهاالسلام
وما كان يملك غير سيفه ودرعه وناضحه ، ولكن أنّىٰ لنا أن نجد كفوءاً لها يوازيها في الحكمة والهدىٰ
والرحمة وميراث النبوة وافتراض الولاء والطاعة علىٰ الناس أجمعين غير علي عليهالسلام
؟
هذا ، وقد يقال : ما تقول بزواج عثمان
ببنتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟
قلنا :
هذا قياس مع الفارق الكبير إذ لم تكن بضعة للنبي من بناته سوىٰ الزهراء عليهاالسلام
، ولم تختص واحدة من بناته صلىاللهعليهوآلهوسلم
بما اختصّت به البتول كما بيناه ، علىٰ أن زوجتي عثمان قد زوجهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
من كافرين قبله ، كما أن في زواج عثمان اختلافاً كثيراً كما يقول ابن شهرآشوب [٢].