نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 264
كان المفروض أن تفقد السيدة زينب الكبرى
وعيها ، وتنهار أعصابها ، وتنسى كل شيء حتى نفسها ، وتتعطل ذاكرتها أمام جبال
المصائب والفجائع ، والهموم والأحزان.
نعم ، هكذا كان المفروض ، ولكن إيمانها
الراسخ العجيب بالله تعالى ، وقلبها المطمئن بذكر الله ( عزوجل ) كان هو الحاجز عن
صدور كل ما ينافي الوقار والإتزان ، والخروج عن الحالة الطبيعية.
وليس معنى ذلك السكوت الذي يساوي عدم
الإهتمام بتلك الفاجعة أو عدم المبالاة بما جرى ، بل لا بد من إيقاظ الشعور العام
بتلك الجناية العظمى ، التي صدرت من أرجس عصابة على وجه الأرض.
فلا عجب إذا هاجت أحزانها هيجان البحار
المتلاطمة الأمواج ، وتفايض قلبها الكبير .. بالعواطف والمحبة ، وجعلت تندب أخاها
بكلمات في ذروة الفصاحة والبلاغة ، وتعتبر أبلغ كلمات سجلها التاريخ في الرثاء
والتأبين ، وفي مقام التوجع والتفجع. [١]
قال الراوي : فوالله لا أنسى زينب بنت
علي وهي تندب أخاها
[١] وكان ذلك حينما
مروا بقافلة الأسارى على مصرع الإمام الحسين عليهالسلام
يوم الحادي عشر من المحرم.
نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 264