نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 59
الله ، وحاروا في
أمرهم وبينما هم في حيرة وذهول إذ فُتِح باب من صدر المجلس ، وخرج موفق ، ثمّ أطل
عليهم الإمام أبو جعفر وهو بهيبته التي تعنو لها الجباه ، وقام الفقهاء والعلماء
إجلالاً وإكباراً له ، وانبرى شخص فعرّفهم بأنّه الإمام بعد أبيه ، والحجّة الكبرى
على المسلمين فقام إليه صاحب السؤال الأوّل فقال له :
( ما تقول : فيمن قال : لامرأته أنت
طالق عدد نجوم السماء؟ ) .
فأجابه الإمام عليهالسلام :
( يا هذا اقرأ كتاب الله تبارك وتعالى :
(الطلاّقُ مرَّتانِ
فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسانٍ )وهي
في الثالثة .. ).
وبهر الحاضرون من مواهب الإمام ، وقد
أيقنوا أنّهم وصلوا إلى الغاية التي ينشدونها ، ورفع السائل إلى الإمام فتيا عمّه
في المسألة فالتفت عليهالسلام
إليه قائلاً :
( يا عمّ اتّق الله ، ولا تفتِ وفي
الأمة من هو أعلم منك .. ) .
واطرق عبد الله برأسه إلى الأرض ، ولم
يدرِ ماذا يقول ، وقام إلى الإمام صاحب المسألة الثانية فقال له :
( ما تقول : فيمن أتى بهيمة؟ ).
فقال عليهالسلام
: ( يعزّر ، وتحمى ظهر البهيمة ، وتُخرج من البلد لئلاً يبقى على الرجل عارها ).
وعرض السائل على الإمام فتوى عمّه ،
فأنكر عليه أشدّ الإنكار وقال له متأثّراً :
( لا إله إلا الله ، يا عبد الله إنّه
لعظيم عند الله أن تقف غداً بين يدي الله فيقول لك : لِمَ أفتيت عبادي بما لا تعلم
وفي الأمة من هو أعلم منك؟ ).
وأخذ عبد الله يلتمس له المعاذير قائلاً
:
( رأيت أخي الرضا ، وقد أجاب في هذه
المسألة بهذا الجواب ) .
فأنكر عليه الإمام وصاح به :
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 59