ولعلّ من أوضح مبرّرات الإمام في تخوّفه
من فتنة ابن الزبير أنّه اتخذ مكة موقعا لحركته ، مما يؤدي عند اندحاره الى أن
يعتدي الأمويون على هذه البلدة المقدّسة الآمنة ، وعلى حرمة البيت الحرام والكعبة
الشريفة؟
وقد حصل ذلك فعلا.
مع أن علم الإمام عليهالسلام بفشل حركته لضعفه وقلّة أنصاره بالنسبه
الى جيوش الدولة الجرّارة ، كان من أسباب امتناع الإمام ومعه كل العلويين من
الإعتراف بحركة ابن الزبير.
وهو كان يؤكّد على أخذ البيعة منهم لكسب
الشرعية أولا ، ولجرّهم معه الى هاوية الفناء والدمار في ما لو أندحر ، وقد كان
متوقعا ذلك ، فيقضي على آل
[١] أرسله الصدوق في
الخصال ( ص ١٥٧ ) باب الثلاثة ح ١٩٩.
[٢] تاريخ اليعقوبي
( ٢ : ٢٦١ ) وسير أعلام النبلاء ( ٤ : ١١٨ ) وطبقات ابن سعد ( ٥ : ١٠٠ ) ومروج
الذهب ( ٣ : ٨٥ ).
[٣] تاريخ اليعقوبي
( ٢ : ٢٦١ ) مروج الذهب ( ٣ : ٨٨ ).
[٤] شرح رسالة
الحقوق ، لعبد الهادي المختار ( ص ١٠٢ ).