responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 214

وموقفه من هشام بن عبدالملك.

وموقف الإمام زين العابدين عليه‌السلام من هشام ، من أشهر المواقف بين المسلمين ، وقد تناقله الأعلام في صحفهم وكتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلمات ، وفيه من الدلالات الواضحة على قيام الإمام عليه‌السلام بالاستفزاز السياسي ، ما لا يخفى على أحد.

والحديث : أن هشام بن عبدالملك حجّ في خلافة أبيه ، فطاف بالبيت ، وأراد أن يستلم الحجر الأسود ، فلم يقدر عليه من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه.

فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه‌السلام ، عليه إزار ورداء ، أحسن الناس وجها ، وأطيبهم رائحة ، وبين عينيه سجّادة ، كأنّها ركبة بعير.

فجعل يطوف بالبيت ، فإذا هو بلغ الى موضع الحجر تنحّى الناس له عنه ، حتى يستلمه ، هيبة له وإجلالا.

فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ، فأفرجوا له عن الحجر؟!

فقال هشام : لا أعرفه! ـ لئلا يرغب فيه أهل الشام ـ!

فقال الفرزدق ـ وكان حاضرا ـ : أنا أعرفه :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

من معشر حبّهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

والاُسدُ اُسدُ الشرى واليأس محتدم [١]

__________________

(١) هذه الأبيات هي التي اختارها الاستاذ الفاضل المحقق الدكتور السيد جعفر الشهيدي ، من مجموع ما نسب الى الفرزدق في مدح الإمام السجاد عليه‌السلام بعنوان « الميميّة » بعد أن أشبعها بحثا وتحقيقا في كتابه القيّم « زندگاني علي بن الحسين عليه‌السلام » ( الصفحات ١١٢ ـ ١٣٣ ) وقد فصّل فيه

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست