وموقف الإمام
زين العابدين عليهالسلام
من هشام ، من أشهر المواقف بين المسلمين ، وقد تناقله الأعلام في صحفهم وكتبهم ،
وأرسلوه إرسال المسلمات ، وفيه من الدلالات الواضحة على قيام الإمام عليهالسلام بالاستفزاز السياسي ، ما لا يخفى على
أحد.
والحديث : أن هشام بن عبدالملك حجّ في
خلافة أبيه ، فطاف بالبيت ، وأراد أن يستلم الحجر الأسود ، فلم يقدر عليه من
الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه.
فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليهالسلام ، عليه إزار ورداء ، أحسن الناس وجها ،
وأطيبهم رائحة ، وبين عينيه سجّادة ، كأنّها ركبة بعير.
فجعل يطوف بالبيت ، فإذا هو بلغ الى
موضع الحجر تنحّى الناس له عنه ، حتى يستلمه ، هيبة له وإجلالا.
فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا
الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ، فأفرجوا له عن الحجر؟!
فقال هشام : لا أعرفه! ـ لئلا يرغب فيه
أهل الشام ـ!
(١) هذه الأبيات هي التي
اختارها الاستاذ الفاضل المحقق الدكتور السيد جعفر الشهيدي ، من مجموع ما نسب الى
الفرزدق في مدح الإمام السجاد عليهالسلام بعنوان « الميميّة » بعد أن أشبعها بحثا وتحقيقا في كتابه القيّم «
زندگاني علي بن الحسين عليهالسلام » ( الصفحات ١١٢ ـ ١٣٣ ) وقد فصّل فيه