إن الدعاء ـ كما يقول الدكتور الفرنسي
الكسيس كارل ـ : « تجلّ للعشق والفاقة » وقد أضاف الإسلام الى هذين : « التوعية ».
وفي مدرسة الإمام زين العابدين عليهالسلام يأخذ الدعاء بعدا رائعا هو تأثيره
الأجتماعي الخاص.
وبكلمة جامعة : إن الدعاء في مدرسة
الإمام زين العابدين ـ في الوقت الذي يعدّ كنزا لأعمق التوجّهات ، وأحرّ الأشواق ،
وأرفع الطلبات ـ منهاج يتعلمّ فيه المؤمن تخطيطا متكاملا للوجود والتفكير والعمل ،
على منهج الإمامة وبقيادة حكيمة تستلهم التعاليم من مصادر الوحي.
ثانيا : مع الصحيفة السجّادية مضمونا :
إن الحديث عن هذا الكتاب العظيم وأثره
العلميّ والديني عقيديا وحضاريا وأثره الاجتماعي يحتاج الى تفرّغ وتخصص ، والى وقت
ومجال أوسع من هذا الفصل ، ولا ريب أن النظر فيه سيوقف القارىء على مقاطع رائعة
تدلّ على مفردات ما نقول بوضوح وصراحة.
وأذا أخذ الإنسان بنظر الاعتبار ظروف
الإمام زين العابدين عليهالسلام
وموقعه الاجتماعي وقرأ عن طغيان الحكام وعبثهم ، وقارن بين مدلول الصحيفة ومؤشرات
التصرّفات التي قام بها أولئك الحكام ، اتضح له أن الإمام قد قام من خلالها بتحدّ
صارخ للدولة ومخططاتها التي استهدفت كيان المجتمع الإسلامي لتزعزعه.