وبكل هذه
الجهود والتحصينات والتعاليم المركّزة ، ترّبى جيل صامد من المؤمنين ، المتسلّحين
بالإسلام ، بعلومه وعقيدته وتقواه وإخلاصه ، فأصبحوا أمثلة للشيعة وقدوة صالحة
للتعريف لمن يستحق هذا الاسم من المنتمين الى التشيّع ، من أمثال :
يحيى بن اُمّ الطويل :
الذي عدّ من القلائل الذين بقوا ـ بعد
كربلاء ـ على ولائهم واتصالهم بالإمام زين العابدين عليهالسلام[٣] ، بل هو من
حوارييه [٤]
، ومن أبوابه [٥].
وكان من المجاهرين بالحق ، كان يقف
بالكناسة في الكوفة ، وينادي بأعلى صوته :
معاشر أولياء الله!
إنا بُرءآء مما تسمعون.
من سب عليّا عليهالسلام فعليه لعنة الله.
ونحن برءآء من آل مروان وما يعبدون من
دون الله.
ثم يخفض صوته فيقول : من سبّ أولياء
الله فلا تقاعدوه ، ومن شكّ في ما نحن