إنّ القرائن واضحة ، تعطي أنّ أولئك لم
يكونوا من الشيعة ، بل من المندسّين لتشويه سمعة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم ، لاتّهام أئمة أهل البيت
والشيعة المؤمنين ، بمخالفة الجماعة.
ولذلك ، تدارك
الإمام عليهالسلام الموقف ،
وأفتاهم أوّلا بما يلتزم به العامّة من الصلاة خلف كلّ برّ وفاجر.
ولم يدل بتفصيل حكم المسألة الفقهيّة في
مذهب أهل البيت عليهمالسلام
، وهو أنّ المؤمن إذا حضر صلاة الجماعة ، ولابدّ أن يحضر ، لأنّه لايمكنه الانعزال
بل هو أولى بالمسجد من غيره [١]
، فعليه أن يقتدي بإمام الصلاة ، ويصلّي بصلاته ، وفي بعض النصوص : إنها أفضل
الركعات [٢]
بل في بعضها : « أن
الصلاة معهم كالصلاة مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
» [٣] حيث تعطي
روعة الوحدة التي كان عليها المسلمون في عهده الأزهر.
وإذا لم يحضر المؤمن صلاة الجماعة ،
فليصلّ منفردا في بيته [٤].
وأمّا أن يحضر الصلاة ، ولا يصلّي مع
الجماعة ، أو يلغط ويتكلّم فيشوّش على الآخرين أيضا ، فهذا حرام قطعا ، فكيف يقوم
بذلك من يدّعي الانتماء الى التشيّع ويلتزم بإمامة الإمام زين العابدين عليهالسلام؟! وهو يقوم بهذا العمل المخالف لفقه
الأئمة.
فهذا في نفس الوقت تشهير بهم ، وتحريض
للعامة ضدّهم ، بجرح عواطفهم!
إنّ مثل هذا العمل الاستفزازي لا يصدر
من عاقل يريد مصلحة نفسه ، أو مصلحة إمامه ، أو مصلحة مذهبه.
مع مخالفته للإمام عليهالسلام الذي هو واقف في صفّ الجماعة ، ويصرّح
بذلك التصريح ، ومخالفته لفقه أهل البيت وتعليماتهم ومواقفهم العملية في الحضور في
الجماعات وأداء الصلوات معها!!
[١] كما في نصّ
الحديث لاحظ وسائل الشيعة ( ٨ / ٣٠٠ ) الباب (٥) من أبواب صلاة الجماعة كتاب
الصلاة تسلسل (١٠٧٢٢).
[٢] وسائل الشيعة ،
كتاب الصلاة ، أبواب الجماعة ، الباب (٣٤) تسلسل (١٠٩٢٥).
[٣] المصدر السابق (
٨ / ٢٩٩ ) تسلسل (١٠٧١٧) و (١٠٧٢٠) و (١٠٧٢٣).