اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي)[1] علم بصيرته،
ختم سجلّ ولايته (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ
رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ)[2]، و توقيع علّة رسالته (وَ ما
أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)[3]، نشأ في حجر الفتوّة، و
ربّي في دار النبوّة، و اضجع في مهد العصمة، و ارضع ثدي الحكمة، ثمّ ادخل مكتب
(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)[4]، و ادّب بأدب (خُذِ
الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)[5]، فبلغ من
القيام بشروطها الغاية القصوى.
مدّت يد العصمة بقلم
القدرة على لوح نفسه (وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)[6]، و خوطب بلسان
العزّة و الرفعة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ
مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)[7].
لمّا استندت عناية
المعلّم سبحانه بتهذيبه و تأديبه، و شرّفه باختصاصه بتعليمه و تقريبه، تفجّرت
ينابيع الحكمة من صفا سريرته، و ظهرت أسرار العناية من ضفا روحانيّته، و زفّت يد
الإرادة الأزليّة عروس الرسالة النبويّة إليه، و حلتها ماشطة المحبّة الإلهيّة في
ملابس الألطاف الخفيّة عليه، و أفرغت على أعطاف نبوّته من ملابس الرئاسة العامّة
تعظيما و توقيرا، و ضربت على