عليهما- في الحكومة بالعدل و الصّمد[1] للحقّ- سوء رأيهما، و
جور حكمهما.
[خطبة لأمير المؤمنين
عليه السلام]
ثمّ إنّ أمير المؤمنين
عليه السلام خطب الخطبة المذكورة في نهج البلاغة[2] من كلامه عليه السلام
الّذي رواه نوف البكالي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام خطب بها قائما على حجارة
نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي و هو ابن اخت أمير المؤمنين عليه السلام، و هي
الّتي أوّلها: الحمد للّه الّذي إليه مصائر الخلق، و عواقب الأمر، إلى آخرها،
فلمّا فرغ من خطبته عليه السلام نادى بأعلا صوته: الجهاد الجهاد عباد اللّه، ألا و
إنّي معسكر في يومي هذا، فمن أراد الرواح إلى اللّه تعالى فليخرج.
قال نوف: و عقد للحسين
عليه السلام في عشرة آلاف، و للحسن في عشرة آلاف، و لقيس بن سعد في عشرة آلاف، و
لأبي أيّوب الأنصاري في عشرة آلاف، و لغيرهم على أعداد أخر و هو يريد الرجعة إلى
صفّين، فما دارت الجمعة حتى ضربه ابن ملجم لعنة اللّه عليه، فتراجعت العساكر،
فكنّا كأغنام فقدت راعيها تتخطّفها الذئاب من كلّ مكان[3].
قلت: و لمّا تفكّرت في
هذه العصابة المارقة عن الدين، الخارجة عن الحقّ المبين، الّتي كفى اللّه المؤمنين
فتنتها، و أدحض حجّتها، و استأصل شأفتها، و أوضح فسادها، و بيّن إلحادها، على لسان
لسانه الناطق، و أمينه الصادق، خير الخلق بعد نبيّ اللّه، و أعلمهم بصفات اللّه، و
أقومهم بحدود اللّه، نظمت هذه