فقال: إنّه قام في
المحراب و قال: إنّه من لم يسبّ عليّا بيّنة[1]
فأنا أسبّه بيّنة، فطمس اللّه بصره.
و قد روى هذا عمرو بن
ثابت، عن أبي معشر.
البلاذري[2] و السمعاني
و المامطيري[3] و النطنزي
و الفلكي أنّ سعد بن مالك مرّ برجل يشتم عليّا عليه السلام، فقال: ويحك ما تقول؟
قال: أقول ما تسمع.
فقال: اللّهمّ إن كان
كاذبا فاهلكه، فخبطه جمل بختيّ فقتله[4].
ابن المسيّب قال: صعد
مروان المنبر و ذكر عليّا عليه السلام فشتمه، قال سعيد بن المسيّب: فهوّمت عيناي
فرأيت كفّا في منامي خرجت من قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله- يرى الكفّ و
لا يرى الذراع- عاقدة على ثلاث و ستّين[5]،
و سمعت قائلا يقول: يا أموي (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)[6]؟
[3] هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه المامطيري،
و مامطير: بليدة بناحية آمل طبرستان.
[4] في أنساب الأشراف و المناقب: فخبطه جمل حتى
قتله.
و البخت و البختيّة: هي الإبل
الخراسانيّة.« لسان العرب: 2/ 9- بخت-».
[5] على حساب العقود العقد على ثلاث و ستّين هو أن
يثنّي الخنصر و البنصر و الوسطى و يأخذ ظفر الإبهام بباطن العقدة الثانية من
السبّابة، فأشار بعقد الثلاثة إلى أنه لا يعيش أكثر منها.